مــنــتــدى روژهـــ(RojHat)ــات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نظرة معاصرة في اللغة الكردية

اذهب الى الأسفل

نظرة معاصرة في اللغة الكردية Empty نظرة معاصرة في اللغة الكردية

مُساهمة  سرحدوو الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 2:43 pm


اللغة ظاهرة انسانية تستخدمها كل المجتمعات للتعبير عن افكارهم ورغباتهم وتوصيلها الى الآخرين لغرض قضاء الحاجات والمصالح. واللغة لابد لها من جماعة تستخدمها حتى تصبح لغة، ويقول العالم اللغوي دي سوسير “ان اللغة في جوهرها نظام من الرموز الصوتية او مجموعة من الصور اللفظية تختزن في اذهان افراد المجموعة اللغوية وتستخدمها للتفاهم بين ابناء مجتمع معين ويتلقاها الفرد عن الجماعة التي يعيش فيها عن طريق السمع. والشعب الكردي مثل أي شعب عريق له خصائص متكاملة لوجوده كشعب شرقي له جذور تأريخية ذكرتها وتناقلتها مصادر غربية وشرقية قديماً وحديثاً.
ووجود كيان شعب يتحدد بثلاث خصائص رئيسية هي:




 اللغة - الارض – التاريخ..
والخوض في النظريات والمصادر التاريخية والمدونات الأثرية، وكذلك المعالم الاثرية التاريخية لا لنلتمس اثبات اصالة الاكراد كشعب متميز او الكشف واثبات نشوئه ووجوده الا انها اصبحت من المسلمات التاريخية الثابتة. بل سنستعرض تلك الحقيقة للآخرين ليستوعبوا بعض ما اخفي عنهم بقصد أم غير قصد بعملية وطرح عقلاني واكاديمي التفسير خاصية اللغة.
تشارك العلوم الانسانية في اهتمامها باللغة بوصفها اهم مظاهر السلوك الانساني ووسيلة التفاهم والتعلم بين البشر.
يقول العالم اللغوي فندريس “في احضان المجتمع تكونت اللغة. وجدت اللغة: حس الناس بالحاجة الى التفاهم فيما بينهم. وتنشأ من احتكاك بعض الاشخاص الذين يملكون اعضاء الحواس ويستعملونها في علاقاتهم. الوسائل التي وضعتها الطبيعة تحت تصرفهم. الاشارة اذا اعوزتهم الكلمة. والنظر اذا لم تكن الاشارة”.
وهكذا يرى فندريس ان اللغة تنتج من الاحتكاك الاجتماعي ثم تصبح عاملاً من اقوى العوامل التي تربط افراد المجتمع الانساني. والشعب الكردي تميز قبل ظهور الاسلام بخصائص لغوية واجتماعية وفكرية تاريخية منحته خصائص كيان مستقل بين الشعوب الشرقية القديمة، لذا فان الباحثين الكرد كشفوا الكثير من المميزات المستقلة لتلك اللغة، كما اكد بعض المستشرقين استقلالية اللغة عن الفارسية من حيث نظامها الصوتي والاشتقاقي نذكر بشكل خاص “جستي” و “سوسين” ويؤكد “جستي”: ان اللغة الكردية اصيلة ولا علاقة لها بالفارسية مع العلم ان اللغة الفارسية طالتها التغيرات المؤثرة من الافغانية والتركية والعربية. لان هذه اللغات الثلاث توجد في الفارسية بشكل واضح من خلال المصطلحات والالفاظ وحتى قواعدها النحوية. بالمقابل لا نرى هذه الصورة في اللغة الكردية. ان قواعد اللغة الكردية تختلف اختلافاً جذرياً عما هو عليه في العربية والتركية والفارسية. وهذا لا يمنع من وجود الكردية ضمن عائلة اللغات الهندواوربية.
من المسلم به عند علماء اللغات ان معظم اللغات في العالم توجد بجانبها مجموعة من اللهجات العامية. ومن صراع عامل التفريق وعامل التوحيد تنتج انواع اللغات المختلفة لدى الشعب الواحد من لغات خاصة “اجتماعية – محلية – لهجات اقليمية لغة مشتركة – تقارب لغوي”. وتقوم اللغات المشتركة على اساس لغة موجودة. فأين تلك اللغة المشتركة بين الكردية والفارسية وأين اثارها الادبية والاثرية. يقول العالم اللغوي الالماني “ماكس موللر” “ان الانسان مزود بفطرته بالقدرة على صوغ الالفاظ الكاملة، كما انه مطبوع على الرغبة في التعبير عن اغراضه بأي وسيلة من الوسائل الصوتية والاشاراتية والسمعية او تجمع الثلاث في بعض الاحوال. غير ان القدرة على النطق بالالفاظ لا تظهر اثارها الا عند الحاجة او في الوقت المناسب”.
واستند “ماكس موللر” الى ملاحظة الاطفال حيث يصوغون اسماء كيفية بألفاظ لا نعرف معانيها. لكن الاطفال الذين بيننا يتناغمون بها يفهمونها لانها من صنعهم. وهذا نتيجة عدم معرفة الاطفال لغة الكبار، وبتلك القدرة التي يمتلكها الكبار فتكون هناك لغة مشتركة بين الاطفال بعيدة كل البعد عن لغة الكبار في البيت الواحد او البيئة الواحدة، لذلك نرى شعوب متجاورة منذ مئات او آلاف السنين، لكن لغتهم تختلف في اللفظ والاشتقاق والقواعد وحتى صور الحروف واتجاه الكتابة، كما هو الحال عند الصينيين والهنود او الاتراك والعرب والكرد .
اما سبب عدم بقاء لغة الميديين او الكوتين في الآثار الادبية او الاثرية فهنالك صراع لغوي مثلما هناك صراع تاريخي في البقاء والوجود لشعوب وامم ومراحل الصراع اللغوي في البقاء والاندثار تمر بالمرحلة الاولى تطغي مفردات للغة الشعوب المنتصرة وتحل محل لغة الشعوب المقهورة شيئاً فشيئاً وتكثر الكلمات او تقل تبعا للمقاومة التي يبدأ بها الشعب المهزوم.
المرحلة الثانية: تتغير مخارج الاصوات ويقترب النطق بها من النطق بأصوات جديدة. حتى تصبح على صورة تطابق صورة للغة المنتصر المرحلة الثالثة: تفرض اللغة المنتصرة قواعدها وقوانينها اللغوية الخاصة بالجمل والتراكيب وبهذا تزول معالم اللغة المقهورة ولا تتغلب اللغة الا اذا توفرت تلك الاسباب:-
1)اللغة الغالبة لغة شعب متحضر اقوى من المغلوب او اقوى سلطانا واوضع نفوذا.
2)عامل الزمن في فرض السيطرة.
3)الانصهار الاجتماعي بين الشعبين او الامتين.
4)تكون لغة الغالب المغلوب من شعب او شعبين متجاورين.
يرى دي سوسير “هنالك كيانا عاماً يضم النشاط اللغوي الانساني في صورة ثقافة منطوقة او مكتوبة معاصرة او متوارثة أي كل ما يمكن ان يدخل في نطاق النشاط اللغوي من رمز صوتي او كتابي او اشارة او اصطلاح”.
ويقول الدكتور حنفي بن عيسى “ان الباحث اذا ما تصدى لدراسته لسان قوم. فأما ان يكون موضوعه هو اللغة كظاهرة اجتماعية وكأداة يتم بواسطتهما التفاهم بين ابناء الامة الواحدة او ان ينصرف الى دراسة الكلام وهو نوع يتجلى عن طريقة كل ما يصدر عن الفرد من اقوال ملفوظة او مسطورة”.
وبعد هذا العرض يتبين لنا ان اللغة الكردية واقع تاريخي لشعب عاش منذ آلاف السنين بجانب اقوام وشعوب وامم أثرا فيهم واثروا فيه من حيث التقاليد والاعراف والكلام. لكن لم يفقد خصوصيته التي مازالت تتميز عن باقي شعوب الشرق الاوسط، اما بخصوص اللهجات العامية فمن المسلم به عند اللغويين ان معظم اللغات الادبية في العالم. توجد بجانبها مجموعة من اللهجات العامية. واللهجة حالة طبيعية نتيجة التجاور بين الشعوب والمجتمعات. والتأثير المتبادل بين أي شعبين ويؤدي هذا التقارب والتجاور والعلاقات التاريخية الى ظهور المصطلحات والالفاظ المتداخلة في مناطق التماس المباشرة. فالشعب الكردي على مر التاريخ جاور شعوب وامم عديدة اهمها الفرس والترك والعرب والارمن. ففي الفارسية كلمات اصلها عربي واخرى كردية وغيرها تركية. في العامية العربية، كذلك مثل: بزين خانة، جاي خانة، جرخجي. افندي. وفي الفارسية كلمات اصلها عربي. متشكر. مرقد كيم كذلك في الكلمات العامية البغدادية ما هو اصلها فارسي ابريسم اصطة. اغا وكلمات اصلها كردي في العامية العربية. برغي بستوكة بطنج بقجة. بلكي كبرة، لذا فان اللهجة لا تعني اللغة الفصحى ولا يعني واسطة نقل للغة شعب الى آخر عن طريقة اللهجة، بل اللهجة هي التقارب والانصهار الاجتماعي في مناطق التماس بين أي شعبين. فأي استغراب من وجود للهجات في اللغة الكردية الان. ولماذا هذا التهجم والتهكم على الكرد.
في الشرق ينظر الناس الى الاعلى فلا هم طالوا السمو ولا هم فهموا ما في الاعلى فصاروا يتعثرون في مسيرتهم لان عيونهم ليست على الطريق وعلى خطواتهم، اما المجتمعات المتقدمة فأنهم يتقدمون وعيونهم على الطريق وعلى خطواتهم فتراهم يتطورون بثبات دون تعثر. العالم جاوز روحية فلسفة اللغة ولازلنا لا نفهم حروفها الابجدية في العلاقات والحقوق والواجبات والتسامح والسلام.

سرحدوو
سرحدوو
المدير
المدير

ذكر
عدد الرسائل : 129
العمر : 36
العمل/الترفيه : طالب
تاريخ التسجيل : 23/09/2008

http://www.kurdd.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى